تفسير قوله تعالى: (وقال الذين كفروا أئذا كنا تراباً وآباؤنا أئنا لمخرجون)
قال الله جل جلاله: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ﴾ [النمل: ٦٧].
لا يزال الكفار على إصرارهم، وليس المراد بهم كفار قريش، ولا كفار العرب فحسب، بل الكفار الذين عاصروا النبي صلى الله عليه وسلم، والذين جاءوا بعده إلى يوم القيامة، فكلهم على دين واحد، وملة الكفر واحدة، فكلهم يقولون هذا، ويشكون في البعث، ويسخرون إذا سمعوا بأن مؤمناً يعتقد بأن الإنسان بعد الموت سيبعث مرة أخرى، وسيقوم مرة أخرى، وسينطق مرة أخرى، وعندما تخاطبهم بالمنطق ولغة العقول يعرضون ويهزون الأكتاف جهلاً وتقليداً.
يقول تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ﴾ [النمل: ٦٧] قالوا هذا لنبينا وقالوه للأنبياء قبله عليهم الصلاة والسلام، فلم تتصور عقولهم السخيفة أننا إذا متنا سنبعث كما كنا، فقالوا: ﴿أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ﴾ [النمل: ٦٧].


الصفحة التالية
Icon