تفسير قوله تعالى: (فانطلقا حتى إذا لقيا غلاماً فقتله)
قال الله تعالى: ﴿فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا﴾ [الكهف: ٧٤] أي: أخذا طريقهما منطلقين مشياً ورحلةً وسفراً، ﴿حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلامًا فَقَتَلَهُ﴾ [الكهف: ٧٤]، فكانت الفعلة الثانية أفظع من الأولى.
فقد رأى الخضر غلماناً يلعبون فجاء إلى أجملهم وأذكاهم وأوضئهم، وكان دون البلوغ بين العشر والتسع سنوات فقتله، وإذا بموسى عندما رأى هذا المنظر نسي مرة أخرى وصاح: ﴿قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا﴾ [الكهف: ٧٤] ما هذا يا خضر؟ لقد أتيت إلى طفل صغير، (نفس زكية) أي: لم يعص الله بعد فقتلته بغير نفس، ولم يسبق أن قتل نفساً أو أجرم جرماً أو أذنب ذنباً.
(لقد جئت شيئاً نكراً) أي: جئت شيئاً مستنكراً مستفظعاً لا يقبله إنسان.