تفسير قوله تعالى: (قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبراً)
قال الله تعالى: ﴿قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا﴾ [الكهف: ٧٥].
هذه أول آية من الجزء السادس عشر من كتاب الله، قال الخضر مرة أخرى لموسى نبي الله: ألم أقل لك يا موسى إنك لن تستطيع معي صبراً، أي: أنت لا تطيقه ولا تتحمله، وإذا بموسى يكتم على نفسه هذه فيقول له: ﴿إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا﴾ [الكهف: ٧٦].
أي: إن أنا عدت مرة ثانية وسألتك أو استنكرت عليك فعل شيء فلا تصاحبني، (قد بلغت من لدني عذراً)؛ لأنك صبرت على المرة الأولى والمرة الثانية وهذه المرة الثالثة، فيكون عذرك معك.