تفسير قوله تعالى: (إن ربك يقضي بينهم بحكمه وهو العزيز العليم)
قال تعالى: ﴿إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ﴾ [النمل: ٧٨].
إن ربك -يا رسولنا- يقضي بين هؤلاء المتنازعين الكفار من بني إسرائيل بحكمه الحق يوم القيامة، يوم لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل، يوم يقفون بين يدي الله يوم القيامة، فيفصل بينهم فيما اختلفوا فيه وتنازعوا، وفيما لم يؤمنوا به مما جاء به محمد سيد البشر صلى الله عليه وسلم، فزادوا ضلالاً على ضلال، وكفراً على كفر، فهو يحكم بين من آمن بما جاء به كتاب الله فيقضي له بالرحمة والجنان، وبين من أبى إلا الكفر والعناد فيقضي عليه بالنار والغضب.
يقول تعالى: ﴿وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ﴾ [النمل: ٧٨] هو العزيز الذي لا يطاول ولا ينال، وهو القاضي على المخالفين والمعاندين بالذل والعقوبة والنار خالدين فيها أبداً.
وهو العليم بأحوال عباده، عليم بكفر الكافر، فيجازيه عليه بالنار والغضب، وعليم بإيمان المؤمن، فيجازيه على الإيمان بالرحمة والجنة.