تفسير قوله تعالى: (واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق)
قال الله تعالى: ﴿وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لا يُرْجَعُونَ﴾ [القصص: ٣٩].
كان فرعون جباراً مفسداً كما وصفه الله من قبل، واستكبر وتعالى على ربه وظن أنه يستطيع أن يفعل شيئاً.
فقوله: ﴿وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ﴾ [القصص: ٣٩] هل لـ فرعون حق في هذا الاستكبار؟ هل خلق كخلق الله؟ هل أحيا كإحياء الله؟! هل أمات كإماتة الله؟! كل ذلك لم يكن.
وقوله: ﴿وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لا يُرْجَعُونَ﴾ [القصص: ٣٩]، أي: خطر ببالهم وظنوا أنهم لا يموتون ولا يعودون إلينا، ولا يحاسبون على شركهم ولا على كفرهم، ولا على تألههم، ولا على ظلمهم، ولا على ما يصدر منهم، فكانت النتيجة كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام: (من يتأله على الله يكذب).
وتكذيبه في إذلاله وتحقيره ليراه من عبده بغير حق، وأنه بئس العابد والمعبود من كل بشر، ومن كل كاذب ومدع مفتر على الله.


الصفحة التالية
Icon