تفسير قوله تعالى: (ولا يصدنك عن آيات الله)
قال تعالى: ﴿وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [القصص: ٨٧].
فقوله تعالى: ﴿وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْكَ﴾ [القصص: ٨٧] فعل مضارع مؤكد بنون التوكيد الثقيلة، أي: لا يبعدونك، أو لا يجعلونك بعيداً عن الدعوة لله والإيمان بالله والرسالة التي أنزلت إليك وكتاب الله الذي أنزل إليك، والآيات البينات الواضحات التي أنزلت إليك التي ظهر إعجازها وقدرة الله على كل شيء، فإياك أن يغرك هؤلاء المشركون، وأن يصدوك عن الله والدعوة إليه.
وقوله تعالى: ﴿وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [القصص: ٨٧] وهذا النهي الموجه للنبي عليه الصلاة والسلام هو نهي لنا؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام معصوم.
وقوله تعالى: ﴿وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ﴾ [القصص: ٨٧] أي: فلتكن دعوتك باستمرار مدة حياتك الدعوة إلى الله الواحد، الرازق، المحيي المميت لا أول له ولا ثاني له لا في ذات ولا في صفات ولا في أفعال.
فلتكن كل حياتك دعوة لله، ولتوحيد الله، ولعبادة الله، وإياك أن يتلاعب بك كفار قريش فيصدونك ويبعدونك عن هذه الدعوة لله ولكتابه، وإلى دين الإسلام.
والله يأمر نبيه بما شاء، يقول له: لا تكفر، ولا تشرك، فالرب رب والعبد عبد، والنبي عليه الصلاة والسلام يزداد بذلك إيماناً وإيقاناً وثباتاً، والمؤمنون يقولون: إن كان نبينا المعصوم يخاطب بهذا الخطاب فكيف نحن؟ فنحن الذين نؤمر من الله ألا نكون ظهراء ولا معينين على الكافرين، وألا نصد عن طاعة الله وعبادته، وألا نكون مع المشركين، وألا نترك الدعوة إلى الله قائمين وجالسين ومسافرين ومقيمين وفي كل حياتنا.
وهذا شأن المسلم.