تفسير قوله تعالى: (إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزاً من السماء)
قال الله تعالى: ﴿إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ﴾ [العنكبوت: ٣٤].
أي: أمر الله جل جلاله الملائكة بأن تنزل عليهم الرجز من السماء، والرجز هو البلاء والعذاب، والرجم بالحجارة، وخسف الأرض بهم.
فقد جاء جبريل عليه الصلاة والسلام ومعه جمع من الملائكة الكرام إلى أرض سدوم التي كان يسكنها قوم لوط، فأخذوها واقتلعوها من جذورها ومن أعماقها، وصعدوا بها إلى أعلى الأجواء حتى سمع من في السماء نباح كلابهم، ونهيق حميرهم، وصياح رجالهم، وعويل نسائهم، ثم قلبوا عاليها سافلها، ثم أتبعوهم حجارة من سجيل تضربهم ذات اليمين وذات الشمال، وفي كل جانب يمكن أن يهلكوا به إلى أن هلكوا ودمروا وأصبحوا حديث أمس الدابر.
وقوله تعالى: ﴿بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ﴾ [العنكبوت: ٣٤] الباء هنا باء السببية، أي: بسبب فسقهم وفحشائهم وفسادهم ومنكرهم.


الصفحة التالية
Icon