تفسير قوله تعالى: (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون)
قال تعالى: ﴿وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ﴾ [العنكبوت: ٤٣].
أي: وتلك الأمثال والذي منها ضرب المثل للمشركين المتخذين من دون الله أنداداً بالعنكبوت اتخذت بيتاً.
والمثل بمعنى الشبه، والله عز وجل يضرب الشبه بما تراه العين وتحسه، وبما لم تره، أو بما ذكر في الذهن أو مضى في التاريخ لتقريب المعنى، والقرآن نزل بلغة العرب، ولغة العرب مليئة بالأمثال، حتى إن الدارج من لغاتها ولهجاتها في بلاد المشرق والمغرب العربي، فلا يكادون يتكلمون إلا والأمثال تتخلل كلامهم، ومحاوراتهم وصلحهم وجدالهم ونزاعهم تبعاً للغة العرب الأصلية التي نزل بها القرآن، فلقد قال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه: حفظت من رسول الله ﷺ أكثر من ألف مثل.
فنبينا محمد ﷺ سيد الفصحاء، وأعطي جوامع الكلم، فـ عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما سمع من رسول الله ﷺ في حديثه وكلامه ومحاوراته أكثر من ألف مثل، وقد كتب علماؤنا وسلفنا الصالح في أمثال رسول الله الذي تكلم بها، وتوجد هذه الأمثال في عموم كتب السنة، فتوجد في كتب الصحاح، والسنن، والمعاجم، والمسانيد؛ في أبواب العبادات، والمعاملات، والعقائد، والقصص، والآداب والرقائق، صلى الله على نبينا وسلم.