تفسير قوله تعالى: (خلق الله السماوات والأرض بالحق)
قال تعالى: ﴿خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [العنكبوت: ٤٤].
يقول الله لهؤلاء الكفار: أتظنون أن الله خلق الدنيا عبثا؟ ما خلقها سبهللا لتعيشوا وتأكلوا وتشربوا وتتكاثروا فقط، ما خلق الله السماوات السبع، والأرضين السبع إلا بالحق وللحق والعدل، وهذا الذي يعلمه المؤمنون.
وقوله تعالى: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [العنكبوت: ٤٤].
أي: لعبرة، ومعجزة، وعلامة بينة للمؤمنين بالله، والمصدقين لرسل الله، والعاملين بكتب الله أمراً ونهياً، فلم تخلق السموات والأرض عبثاً، قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: ٥٦].
والعبادة أصل خلقة الإنسان، فإذا ابتعد عنها كان كمن جعل حياته حياة حيوان، بل أقبح وألعن، قال تعالى: ﴿أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ﴾ [الأعراف: ١٧٩].


الصفحة التالية
Icon