تفسير قوله تعالى: (وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه)
بعد أن علم المشركون ما علموا، وأدركوا ما نزل على النبي ﷺ أخذوا ينتقدون، قال الله تعالى: ﴿وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾ [العنكبوت: ٥٠].
أخذوا يقولون: إن كان محمد رسولاً فأين معجزاته؟ أين العصا التي أوتيها موسى؟ وأين الناقة التي أوتيها صالح؟ أين الناقة التي تشبهها؟ وهكذا أخذوا يزيفون ويقلبون الحقائق، ويقولون ما لا أصل له مما أوحى إليهم به شياطينهم.
قال الله له: يا محمد! ﴿قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ﴾ [العنكبوت: ٥٠].
أي: لست أنا الذي آتي بالآيات، فالآيات والمعجزات والمكرمات الواضحات، والتي تعجز الخلق والبشر هي من الله، ﴿وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾ [العنكبوت: ٥٠].
لست إلا نذيراً لكم ولأمثالكم ممن كفر بالله، وجحد دين الله، وأبى إلا الكفر، أنذركم يوم القيامة، وأنذركم عذاب الله الخالد الدائم.