تفسير قوله تعالى: (وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضاً)
قال تعالى: ﴿وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا﴾ [الكهف: ١٠٠].
يوم النفخ في الصور يقوم الناس إلى ربهم للعرض عليه وللحساب، في ذلك اليوم تعرض جهنم للكافرين وتبرز لهم فيرونها يأكل بعضها بعضاً، ويزدادون ألماً وتوجعاً وتحسراً، لأنهم عاشوا كل حياتهم وهم ينكرون البعث والنشور والحساب، وإذا بهم يرون أنفسهم واقعين فيما أنكروه وفيما جحدوه، وعندما تعرض الكتب في يسارهم يوقنون إذ ذاك باللعنة والغضب، فعندما تعرض جهنم عليهم وتبرز لهم يعلمون أنهم مواقعوها لا محالة، ساقطون فيها لا محيد ولا مفر.
وقد برزت لهم، وتراها أعينهم، وتسمع نارها المتأججة آذانهم، ويشدد الحساب عليهم، فيعذبون قبل العذاب، وانتظار العذاب عذاب.