تفسير قوله تعالى: (ليكفروا بما آتيناهم وليتمتعوا)
قال تعالى: ﴿لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾ [العنكبوت: ٦٦].
لما رجعوا إلى البر وأنقذوا من هول البحر، عادوا للشرك، فكفروا بما أنزل الله من كتاب ومن نبي ومن رسالة، فتمتعوا بباطل الدنيا وبلهوها.
قد أصبحوا يجرون وراء الباطل، ووراء متع الدنيا، من أكل لأموال الناس بالباطل، ومن غنى وسرقة، وربا، ورشا، ومن كل أنواع الفساد بأشكالها، فقال الله عنهم: ﴿فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾ [العنكبوت: ٦٦].
ينذرهم ويتهددهم، وأنهم ميتون لا محالة، وسيعلمون الحق آنذاك، وسيعلمون ما وعدوا به من عذاب، وقد استعجلوه في دنياهم قبل آخرتهم، فأرجأناهم لما سبق من وعدنا لمحمد ﷺ ألا نعذب أمته في الدنيا، وأن ذلك يؤجله إلى يوم القيامة.
وهكذا يقول الله لهؤلاء: ﴿فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾ [العنكبوت: ٦٦].