معنى قوله تعالى: (وأجل مسمى)
قوله: ﴿مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى﴾ [الروم: ٨]، ومع ذلك لم تدم سماء ولا أرض ولا ما بينهما، ولا إنس ولا جن ولا ملك، ولا النفس التي لفت نظرنا لمعرفتها ومعرفة كنهها ودخائلها، وإنما ذلك لأجل مسمى عنده وإلا فستنتهي هي والدنيا كلها فلا يبقى على الأرض شيء، فالسموات تدهده والأراضي تدهده ويصبح الكل كالعهن المنفوش، ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ﴾ [الرحمن: ٢٦ - ٢٧].
فلا يبقى إلا وجهه جل جلاله، فالكل ميت والموت لا بد منه، وقد خاطب الله سيد الخلق فقال له: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ [الزمر: ٣٠]، البر والفاجر، والصالح والطالح، والنبي والرسول، ﴿إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى﴾ [الروم: ٨].