تفسير قوله تعالى: (ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون)
قال الله تعالى: ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ﴾ [الروم: ١٢].
أي: عند قيام الساعة يوم القيامة في الدار الآخرة يبلس المجرمون، والإبلاس هو السكوت في ذهول وتيه وضياع، فهم يجدون أنفسهم في واقع لا ينكرونه وذلك عندما يسألون: أليس هذا الذي وعدتم في الدار الآخرة، كيف كذبتم به في الدنيا، ها أنتم الآن قد بعثتم بعد الموت؟ فلا يحيرون جواباً، ولا يتحركون ولا ينبس أحدهم ببنت شفة.
وفسروا الإبلاس باليأس من رحمة الله ومنه سمي إبليس، فهو يئس من رحمة الله، والإبلاس الكفر، والإبلاس الشرك والجريمة، وبكل هذه المعاني تفسر هذه الفقرة من الآية الكريمة، فيوم تقوم الساعة يبلس المجرمون ويخرسون فلا يحيرون جواباً؛ لعجزهم عن إيجاد الدليل والبرهان، فهم لا يجدون برهاناً ولا دليلاً يعتذرون به عن سابق كفرهم وشركهم.