تفسير قوله تعالى: (ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون)
قال الله تعالى: ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ﴾ [الروم: ١٤].
أي: يوم تقوم الساعة يوم القيامة في ذلك اليوم يتفرق المؤمنون والكافرون، يصبح المؤمنون في أعلى عليين، والكافرون في أسفل سافلين، وتجمع النار الكافرين كما تجمع الجنة المؤمنين، ولا تصبح هناك صلة ولا اجتماع بينهم، بل تكون فرقة أبدية كما قال الحسن البصري بياناً وتفسيراً لكلام الله: ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ﴾ [الروم: ١٤]، قال: يتفرق المؤمنون إلى الجنة، والكافرون إلى النار، ويفترقون عن المؤمنين فرقة أبدية.
ويميز المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن، وتحشر كل طائفة وكل ملة مع نظيرها ومثيلها في نار جهنم، فلا يجتمع مسلم بكافر ولا كافر بمسلم، وإن كان أهل الجنة يحاورون أهل النار ممن حاول أن يضلهم في الدنيا، فيحمد الله أن أنقذه الله من فسق هذا الكافر ومن دعوته الباطلة، ومن شركه المزيف، وأن فرق بينه وبينه.