تفسير قوله تعالى: (فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم ولا هم يستعتبون)
قال تعالى: ﴿فَيَوْمَئِذٍ لا يَنفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ﴾ [الروم: ٥٧].
معنى قوله تعالى: (يومئذ) أي: يوم القيامة.
و ﴿لا يَنفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ [الروم: ٥٧] أي: لا ينفع الذين كفروا.
و ﴿مَعْذِرَتُهُمْ﴾ [الروم: ٥٧] أي: أنهم أخذوا يعتذرون ويقولون: لم نعش في الدنيا إلا ساعة، ولم تكفنا للإيمان ولا العلم بالإيمان، فقد كنا جهلة، لم نعلم الحقيقة إلا الآن، ولكن الله لم يقبل عذرهم، فقد قامت عليهم الحجج المتوالية والمتظافرة من أنبيائهم ورسلهم، ومن علمائهم، ومن كتب الله التي أنزلت على رسلهم وأنبيائهم.
وقوله تعالى: ﴿وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ﴾ [الروم: ٥٧].
أي: لا يقبل عتابهم، يقال: فلان استعتب فلاناً إذا طلب منه أن يزيل عتبه عليه، ويعذره، ويسامحه، ويغفر له.
فالكفار ما هم بمستعتبين، فعتابهم يضرب به على وجوههم ولم يقبل منهم، وعتاب الله لهم كان عذاباً، ونقمة، وناراً خالدة دائمة أبدية لكل من مات ظالماً لنفسه بالشرك والكفر.
لا يقبل زوال عتبهم، ولا تقبل معذرتهم، ولا يقبل قولهم الكاذب أنهم لم يقيموا في الدنيا غير ساعة.