معنى قوله تعالى: (وفصاله في عامين)
وقوله: ﴿وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ﴾ [لقمان: ١٤]، أي: فطامه عندما يفصل عن رضاع أمه وثدي أمه يكون تمام ذلك عامين.
وخلال العامين تتعب الأم فهي تأكل لنفسها وتأكل لولدها؛ لكي يكون في ثديها لبن؛ ليتغذى الوليد ويعيش، فهي إنسان مكون من إنسانين، وقد يكون الحمل توأماً، فهي تتكون من ثلاثة، فتراها تأكل لتطعم نفسها ولتطعم وليدها معاً.
وفطامه في عامين كما قال تعالى: ﴿وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ﴾ [البقرة: ٢٣٣]، وفي هذه الفقرة من الآية الكريمة يقول: ﴿وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ﴾ [لقمان: ١٤]، أي: فطامه، وفي الآية الأخرى يقول: ﴿لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ﴾ [البقرة: ٢٣٣].
فالرضاع نهايته عامان لمن أراد أن يرضع وليده عامين، وإلا فمن لم يرد لسبب أو بغير سبب أن يكتفي بأكثر من عام أو أقل منه فله ذلك، ولكن رضاع الطفولة يعتبر في هاتين السنتين السنة الأولى والثانية، فبناء على ذلك يقول تعالى في آية ثالثة: ﴿وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا﴾ [الأحقاف: ١٥].
مر علي كرم الله وجهه يوماً على عثمان في مجلس تحاكم فيه امرأة ولدت من ستة أشهر، يقولون: لم تتزوج إلا منذ ستة أشهر فكيف تلد لستة أشهر؟ وكانت تبكي وتصيح وتقول: والله ما كشف علي إلا زوجي وما عرفت الفاحشة في حياتي، وإذا بـ عثمان يأمر برجمها.
فقال علي بن أبي طالب لـ عثمان: ألا تقرءون القرآن؟ قال: بلى، قال: إن المرأة تحمل لستة أشهر، قال تعالى: ﴿وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا﴾ [الأحقاف: ١٥]، وقال عن فصاله: ﴿وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ﴾ [لقمان: ١٤]، فالعامان أربعة وعشرون شهراً فبقي إلى الثلاثين ستة أشهر، فإذا بـ عثمان يقول: قضية ولا أبا حسن لها فأصبحت مثلاً.
وعلي رضي الله عنه أوتي العلم، وقد صح عن رسول الله ﷺ أنه قال: (أنا مدينة العلم وعلي بابها)، وهناك من يحاول أن يطعن في الحديث مع أنه قد ورد عن عشرات من الصحابة.


الصفحة التالية
Icon