تفسير قوله تعالى: (ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل)
قال تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾ [لقمان: ٣٠].
أي: أن الله هو الحق وما سواه الباطل، فالله هو الذي جاء بالحق، وأمر به وأنزل كتابه وأرسل رسله بالحق، ودعا الناس للحق، فالمؤمن يعيش بحق، ويموت بحق، ويبعث على حق، ويؤمن بالحق الذي هو الله جل جلاله، فالله هو الحق لا سواه، وكل ما عداه باطل في باطل، كان عدماً ثم أصبح في الوجود ثم سيعود للعدم مرة ثانية، ويبقى الله وحده ذو الجلال والإكرام، ثم سيعود المخلوق ثانية بقدرة الله، لا بوجوده ولا بشركائه، فلا شريك له ولا ثاني معه.
قوله: ﴿وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾ [لقمان: ٣٠].
أي: أن الله هو العلي فلا أعلى منه، وأن الله الكبير فلا أكبر منه، وشعار المؤمن: الله أكبر، يقولها في اليوم عشرات المرات، يقولها في الأذان خمس مرات وفي الإقامة كذلك، وفي ركعات الصلاة يتنقل بالله أكبر، وندخل الصلاة بالله أكبر، فالله أكبر من كل كبير، فهو الكبير الذي لا كبير معه فضلاً على أنه الأكبر، فالأكبر صيغة تفضيل فلا كبير مع الله، هو الكبير المتعال، هو الأكبر الذي لا كبير معه.