المراد بالستة الأيام
يقول تعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ﴾ [السجدة: ٤] خلق ذلك في ستة أيام ولم يعنه أحد، ولم يستشر أحداً، ولم يكن معه في ذلك شريك ولا وزير ولا مساعد، تعالى الله عن كل ذلك، وكان كل ذلك هيناً عليه، لا يحتاج لأكثر من (كن) فكان، وكونه خلق ذلك في ستة أيام لإرادته، وليس ذلك لكثرة العمل أو كثرة الخلق، فلا يحتاج الله إلى ذلك، ولا يحتاج لأكثر من (كن) فيكون بإرادة الله جل جلاله.
يقول تعالى: (في ستة أيام) قال ابن عباس: اليوم عند ربك كألف سنة مما تعدون، وسيأتي في الآية التالية: ﴿وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ﴾ [الحج: ٤٧] أي: خلقها في ستة آلاف عام بعدد أعوام الأرض، فهي ستة أيام من أيام الله التي عنده، أما يوم الأرض في حسابنا فهو أربع وعشرون ساعة مشتمل على ليل ونهار، والشهر مشتمل على تسعة وعشرين أو ثلاثين يوماً، والسنة مشتملة على اثني عشر شهراً، ولكن اليوم عند ربك ليس كذلك، والكل خلقه والكل أمره والكل بإرادته، فاليوم عند ربك كألف سنة مما تعدون، أي: خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة آلاف سنة من سنوات الأرض التي نعد بها، هكذا قال ابن عباس، واستدل بقوله تعالى: ﴿وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ﴾ [الحج: ٤٧] والدليل ظاهر واضح.