معنى قوله تعالى: (وبدأ خلق الإنسان من طين)
فالله كما أخبر بخلقه للسموات والأرض يخبرنا هنا جل جلاله كيف بدأ خلق الإنسان، فقال تعالى: ﴿الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِنْ طِينٍ﴾ [السجدة: ٧].
فبدأ خلقه للإنسان من طين أخذه من مختلف بقاع الأرض، أسودها وأحمرها، ومجدبها، ولهذا خرج الإنسان متلوناً بين أبيض وأسود، ومتنوعاً بين بليد وذكي، وقصير العمر وطويله، وكل ذلك يرجع إلى الطينة الأولى.
فبدأ خلق الإنسان من طين جمعه من أنواع أتربة الأرض وطينها جل جلاله، وبقي بعد ذلك زمناً الله أعلم بقدره، وكان الشيطان يرى ذلك ويدور حوله ويدخل في جوفه ويقول: لأمر ما خلق هذا! فمن اليوم الأول أنكره، وانتظر منه شراً عليه، ووبالاً على حياته ومستقبله، وهكذا كان.
فكان الأصل الأول والبداية الأولى في خلق الإنسان الطين، فكذلك خلق أبونا الأول آدم، وبعد ذلك خلقت منه زوجه من ضلع من أضلاعه أعوج كما قال النبي عليه الصلاة السلام كما في الصحاح، فلذلك قال عليه الصلاة السلام عن المرأة: (إن استمتعت به استمتعت به على عوج، وأن أنت ذهب تقيمه كسرته).