تفسير قوله تعالى: (ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين)
قال تعالى: ﴿ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ﴾ [السجدة: ٨] أي: ذريته وأولاده ﴿مِنْ سُلالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ﴾ [السجدة: ٨].
أي: من ماء مهين يخرج من صلبه، ومن ترائب حواء بعد ذلك، فأخرج منه ماء مهيناً لا يأبه به، أي: نطفة ضعيفة لا تكاد تلفت نظراً، فهي من الضعف في المكان الذي قال الله عنها: ﴿مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ * ثُمَّ سَوَّاهُ﴾ [السجدة: ٨ - ٩].
أي: ثم سوى هذا الخلق، وهذه النطفة التي خرجت من صلب آدم وترائب حواء وتسلسلت بعد ذلك، فكانت السلالة والذرية، سلالة آدم وحواء، وذرية آدم وحواء، فهذه النطفة سواها الله تعالى بشراً سويا، وسواها خلقاً كاملا، من نطفة إلى علقة إلى مضغة إلى عظام غير مكسوة لحماً ثم إلى عظام كسيت لحماً، إلى أن نفخ فيه الروح، إلى أن أصبح جنيناً تاماً إلى أن خرج إلى الوجود بشراً كاملاً له ما للكبار من حواس ومن أدوات حياة، وهكذا من طور إلى طور، فهذا خلق الله للإنسان وذاك خلقه للسموات والأرض.


الصفحة التالية
Icon