معنى قوله تعالى: (بل هم بلقاء ربهم كافرون)
قال الله تعالى: ﴿بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ﴾ [السجدة: ١٠].
هذا إضراب عن قولهم السابق، لأن (بل) حرف إضراب، فهؤلاء قالوا كفرهم كأنهم يستدلون وكأنهم يناقشون وكأنهم يحاورون، ولا حوار ولا استدلال ولا سلطان ولا دليل في الحقيقة، إن هو إلا الكفر بالله، والشرك به، فقال تعالى: ﴿بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ﴾ [السجدة: ١٠].
أي: بل قد كفروا بيوم البعث، وبلقاء الله يوم العرض عليه، وبالدار الثانية التي لا تفنى ولا تزول، فمن دخل الجنة فإلى أبد الأباد، ومن دخل النار فإلى أبد الأباد، لا موت بعد ذلك لمن كان في نعيم ولا لمن كان في جحيم.
فكفر هؤلاء، وتقليدهم للآباء والأجداد، أدى بهم إلى قول ذلك بغير دليل ولا سلطان، فهو كلام كرروه تكرير القردة والببغاوات بلا منطق ولا دليل.