حقيقة آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم
من هم آل البيت؟ الخطاب في الآية لأمهات المؤمنين، وهي صريحة بأن أمهات المؤمنين من آل بيت رسول الله.
وقوله: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ﴾ [الأحزاب: ٣٣] أي: يا أهل البيت.
ولكن النبي عليه الصلاة والسلام عندما نزلت هذه الآية، فيما ترويه أم المؤمنين عائشة وأم المؤمنين أم سلمة، وفيما يرويه أبو هريرة وأبو سعيد وزيد بن أرقم رضي الله عنهم وغيرهم كما في الصحاح والسنن، قالوا: (عندما نزلت هذه الآية الكريمة: نادى عليه الصلاة والسلام علياً وفاطمة والحسن والحسين، ثم أخذ كساء أسود كان يلبسه، وغشاهم به، وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً).
فكان هذا الحديث زيادة بيان وتفسير وشرح لمعرفة آل البيت، فآل البيت هم في الدرجة الأولى بناته عليه الصلاة والسلام، ثم سلالته من فاطمة، ولم يكن له سلالة من غيرها.
وفي الحديث المتواتر الذي صححه أئمة الشام، والشاميون إذا صححوا حديثاً عن آل البيت وعن بني هاشم فعض عليه بالنواجذ، كما إذا صحح أهل الكوفة والعراق أحاديث في أبي بكر وعمر فتمسك بها؛ لأن الحديث الذي صح عادة بشهادة من اتهم في هؤلاء واتهم في هؤلاء يكون صحيحاً.
فعن زيد بن أرقم وعمر بن الخطاب وعن جماهير من الصحابة قالوا: عندما عاد رسول الله ﷺ من حجة الوداع في اليوم السادس والعشرين من شهر ذي الحجة، وهو عائد للمدينة المنورة مع من معه من الحجاج أقام ونزل في الجحفة ودعا: الصلاة جامعة، فحضر من معه من الحجاج، فصلى بهم رسول الله عليه الصلاة والسلام، ثم وقف خطيباً بعد ذلك، فأشاد بـ علي بن أبي طالب وأشاد بآل بيته رضوان الله عليهم جميعاً، ثم قال: (علي مولاي، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وتركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً، كتاب الله وعترتي آل بيتي، ولن يختلفا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما؟!).
نص الإمام ابن كثير والإمام الذهبي والمزني وكلهم من الشام على تواتر هذا الحديث، وأنه كان في يوم مشهود عند غدير خم في الجحفة، وقد انجحفت وذهبت واندثرت، وهي أقرب ما يكون إلى ما يسمى اليوم رابغ.


الصفحة التالية
Icon