معنى قوله تعالى: (والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات)
قال تعالى: ﴿وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ﴾ [الأحزاب: ٣٥].
هؤلاء الذين إذا أعطاهم الله يعطون الناس من مال الله الذي أعطاهم، فهم يتصدقون زكاة واجبة، ويتصدقون نفقة واجبة، ويتصدقون صدقة نافلة وكان من وصف المؤمن أنه لا يمنع السائل والمحروم ﴿وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾ [الذاريات: ١٩]، فهم ينفقون من المال على الزوجة والولد والوالدين إن كانا في حاجة إليه، وعلى الإخوة وأبناء العم والأعمام إن كانوا في حاجة إليه، ويعطون السائل والمحتاج والمحروم، ولا يبخلون بما آتاهم الله، وكما قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (هلك المكثرون إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا) وأشار إلى الجهات الست، أي: الذين كثرت أموالهم وجمعوا بعضه إلى بعض، فهؤلاء هلكوا إلا أن يصرفوا هذا المال في فضوله وزوائده في جميع الجهات، فيصرفونه في الأقارب، والسائلين، والمحرومين، وفي الزكاة الواجبة وزكاة الفطر، وصدقات التطوع؛ هكذا صفة المسلم.
قال تعالى: ﴿وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ﴾ [الأحزاب: ٣٥].
أي: الذين صاموا الفرض، صاموا شهر رمضان، وأمسكوا عن شهوات الفرج والبطن واللسان.
وصاموا النوافل صاموا الإثنين والخميس، وصاموا من كل شهر أيام البيض، وهي اليوم الثالث عشر واليوم الرابع عشر واليوم الخامس عشر.
ومن صام رمضان وصام ثلاثة أيام من كل شهر كتب في الصائمين والصائمات.