تفسير قوله تعالى: (يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها)
قال تعالى: ﴿يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ﴾ [سبأ: ٢].
ربنا جل جلاله الخالق لكل شيء هو العالم بكل شيء، يعلم ما يلج في الأرض: أي: ما يدخلها، ويلج: يدخل، والمعنى: ما يلج الأرض من أمطار: كم قطراتها، وكم أوزانها، وفي أي ساعة وفي أي وقت من ليل أو نهار نزلت أو ستنزل، وما يلج في الأرض من أموات ومن أجسام، فالله يعلم كل شيء، (وما يخرج منها) أي: ما ينبت من ثمراتها وأرزاقها ومعادنها وخيراتها.
فهو العالم بما يدخل إلى الأرض مما ينزل من أوامر ونواهٍ.
﴿وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا﴾ [سبأ: ٢] ويعلم ما يعرج ويصعد للسماء من أرواح المؤمنين، ومن الملائكة الجند المكلفين، ومن دعوات الداعين، وهو جل جلاله الخالق لذلك، العليم به وحده.
﴿وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ﴾ [سبأ: ٢] الرحيم بعباده المؤمنين، فمن رحمته أنه غفر ذنوبهم، وقبل توبتهم، واستجاب لاستغفارهم، وتاب على من تاب وأناب إليه، فهو الرحيم بعبادة المؤمنين التائبين، وهو الغفور لذنوبهم عندما يستغفرون.