تفسير قوله تعالى: (قل لا تسألون عما أجرمنا)
قال تعالى: ﴿قُلْ لا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ [سبأ: ٢٥] أي: قل لهم يا محمد! لا تسألونا عما أجرمنا، فهم يزعمون أن من خرج عن دينهم فقد خان دين الوثنية وخان دين قومه وخرج عنه! فهم بذلك يعتبرونهم مجرمين، فقال الله: ((قُلْ لا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا)) أي: إن كنا مجرمين في نظركم لستم مسئولين عنا ولستم مطالبين بإجرامنا ((وَلا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ)) كذلك نحن دعوناكم إلى الله وبلّغناكم كتاب الله وحرصنا على ذلك ليل نهار في الحضر والسفر وفي المنشط والمكره وفي كل وقت وحال ولا نستطيع أكثر من ذلك، أما أن نشق البطون والعقول وندخل الهداية والإيمان فليس هذا في إمكاننا ولا قدرتنا، قال تعالى: ﴿إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾ [القصص: ٥٦].