تفسير قوله تعالى: (إن الله عالم غيب السموات والأرض)
قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ [فاطر: ٣٨].
إن الله وحده عالم غيب السماوات السبع وما فيها، وغيب الأرض وما فيها، إذ الغيب لا يعلمه أحد؛ لا ملك مقرب ولا نبي مرسل، ومن باب أولى لا كافر ولا ساحر ولا كاذب مفتر على الله دجال، ولكن من يرد الله أن يعلمه بعض غيبه يعلمه كما أعلم أنبياءه وكما أعلم رسله، وكما أعلم ملائكته، ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ﴾ [الجن: ٢٦ - ٢٧].
﴿إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ [الأنفال: ٣٨]، فحتى صدورنا وضمائرنا وما بين جوانحنا وما لا تسمعه منا أذن، ولا يكتبه قلم ولا نتحدث به، وما هو في صدورنا من آراء وخواطر يعلمها الله، فهو يعلم بما لا يعلمه الأب من ولده، ولا الولد من أبيه، ولا الزوج من زوجته، ولا الزوجة من زوجها، ولا أحد من أحد مطلقاً، فالله كما يعلم غيب السماوات والأرض يعلم ما في صدر كل إنسان مما هو غيب على كل الخلق من الخواطر والخطرات وحديث النفس.