تفسير قوله تعالى: (إن كانت إلا صيحة واحدة)
قال تعالى: ﴿إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ﴾ [يس: ٥٣].
هذه هي الصيحة الثالثة، ((إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً)) أي: ليست إلا صيحة واحدة في بوق أو في قرن إسرافيل المكلف بذلك، ﴿فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ﴾ [يس: ٥٣].
(فإذا) فيها معنى المفاجأة وهي بمعنى: الاستمرار، ومضى معناها غير مرة في الكثير من الآيات.
قوله: ((فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ)).
أي: فإذا جميع الخلق من آدم وحواء إلى آخرهم في الأرض.
قوله: ((مُحْضَرُونَ)) أي: كلهم يحضرون بين يدي الله ويعرضون على الله للحساب إما إلى جنة وإما إلى نار، إما أن الملائكة قد ساقوهم أو ألهموا ذلك؛ فكان الله هو الذي أخبرهم وأبلغهم جل جلاله بما ألهمهم في ذلك، وإن كان المعنى الأظهر بأن الملائكة قد أخذوا يسوقونهم من العرض على الله إلى الحساب والقضاء والحكم بين العباد.


الصفحة التالية
Icon