تفسير قوله تعالى: (وامتازوا اليوم أيها المجرمون)
قال الله تعالى: ﴿وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ﴾ [يس: ٥٩].
خاطب أهل الجنة بالرحمة والرضا من الله وملائكته، وهنا أهل النار خوطبوا باللعنة والغضب والسخط الدائم.
فقوله: ﴿وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ﴾ [يس: ٥٩]، أي: ليمتز شريركم من خيركم وليبتعد عنه، أي: تميزوا أيها المجرمون عن المسلمين وابتعدوا عنهم، وافترقوا عن أهل الجنة؛ لأنه لا صلة لكم بهم ولا صلة لهم بكم.
ويوم القيامة يتفرقون ويتصدعون، وتصبح الخلائق فرقتين: فرقة أهل الجنة، وفرقة أهل النار، لا يليق إذ ذاك بالكافر الجاحد المجرم أن يقف مع المسلمين أهل الرضا وأهل الجنة؛ لأن أهل الجنة أشرف من ذلك، وأهل النار أقل وأحقر من ذلك، فيأمرهم الله أن يتميزوا عن المسلمين، أن يتميزوا عن أهل الجنة، ويبتعدوا حتى يساقوا من قبل ملائكة النار، ويسبحون على وجوههم إلى النار خالدين أذلاء ملعونين، ولا يكون ذلك إلا إذا تميزوا عن المحسنين، وأصبح المسلمون في جانب والكافرون في جانب.
وقوله: (أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ) أي: الذين أجرموا في حياتهم بخلافهم لأنبيائهم، وبعصيانهم لربهم، وبخروجهم عن طاعة الله ورسله.
فقد آن الأوان بأن يعاقبوا.