تفسير قوله تعالى: (هذه جهنم التي كنتم توعدون)
قال تعالى: ﴿هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ﴾ [يس: ٦٣].
أي: هذه جهنم التي طالما أنكرتموها، وطالما سخرتم عندما أنذركم بها أنبياؤكم، فأنتم الآن فيها نتيجة كفركم وعصيانكم لأنبياكم، ونتيجة طاعتكم لعدوكم.
قال تعالى: ﴿اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ﴾ [يس: ٦٤]، أي: هذه جهنم قد احتوتكم وسحبتم إليها سحباً، فقد أصبحوا فيها في العذاب الخالد الدائم السرمدي، كلما نضجت جلودهم بدلهم الله جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب.
والذي صنع بكم هذا هو عدوكم الذي عبدتموه وأطعتموه وعصيتم خالقكم وأنبياءكم، فادخلوها واصلوا نارها، واحترقوا بلهيبها، وتعذبوا بما فيها من أنواع العذاب الدائم السرمدي.
وقوله: (بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ).
أي: بسبب كفركم، وبسبب جحودكم، وبسبب خروجكم عن ربكم وعن أنبيائكم، هذا جزاء الذي ترك السبيل واتبع العدو، وجزاء من ترك أمر الله الخالق الرازق، وأبى إلا أن يعبد الشيطان العدو المضل، فالشيطان قد أضلكم الضلال الذي أوصلكم إلى ما أوصلكم إليه.


الصفحة التالية
Icon