تفسير قوله تعالى: (أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض)
قال تعالى: ﴿أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ﴾ [ص: ٢٨].
(أم) استفهام إنكاري، أي: هل يظن هؤلاء الكفرة أن الكفار والمؤمنين سواء؟! هيهات هيهات! لم يكن المؤمن العامل للصالحات مثل الفاجر المفسد الظالم، بل كانت الدنيا باطلاً، وليست هي باطل، فكيف وأن الله ما خلقها إلا لعبادته وتسبيحه وتمجيده جل جلاله؟! قوله: ﴿أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ﴾ [ص: ٢٨].
أي: لم يكونوا سواءً يوماً، فليس المؤمنون في الأرض مع الكفرة المشركين الضالين المضلين سفاكي الدماء عبدة اليهود والنصارى سواء.