تفسير قوله تعالى: (واذكر إسماعيل واليسع)
قال الله تعالى: ﴿وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الأَخْيَارِ﴾ [ص: ٤٨].
أي: يا محمد! اجعل في ذاكرتك وعملك وتأسيك بالأنبياء الآخرين: إسماعيل، وهو ابن إبراهيم، وقد كان نبياً رسولاً، ولم يكن إسحاق إلا نبياً ولم يكن رسولاً، والرسول أفضل من النبي؛ لأن كل رسول نبي وليس العكس، فكان إسماعيل وهو جد النبي صادق الوعد، وقائماً بما أمره الله به، وقد مضت تراجم بعض الأنبياء والمرسلين في سورة الأنبياء، وإنما نأخذ العبرة منها في هذه السورة بما ذكر الله عن فتنتهم وابتلائهم حيث اختبرهم فصبروا على ما اختبروا به، فكانوا مثالاً كاملاً للخلق أجمعين.
واليسع وذو الكفل هما من أنبياء بني إسرائيل، وقد أرسلا إلى قوميهما كما أرسل المرسلون قبل نبينا عليه الصلاة والسلام إلى أقوامهم خاصة، إلا نبينا صلوات الله وسلامه عليه فقد أرسل إلى الخلق عامة.
وقوله تعالى: ﴿وَكُلٌّ مِنَ الأَخْيَارِ﴾ [ص: ٤٨].
أي: كل هؤلاء ممن ذكرهم ربنا كنوح، وإبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، وذي الكفل، قد اختارهم الله واصطفاهم لرسالته، ولدعوة عباده، وكانوا أخياراً مصطفين مقربين ذوي الزلفى عنده يوم القيامة.