تفسير قوله تعالى: (متكئين فيها)
قال تعالى: ﴿مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ﴾ [ص: ٥١].
أي: هم في راحة، وفي سلامة عيش، فليس لديهم هم وغم، ولا يعطشون، ولا يجوعون، ولا حر ولا قر، وتجدهم جالسين متربعين على أرائك الجنة وفرشها مع الحور العين، وعندهم مطاعم ومشارب مما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين.
متكئين في جنات عدن، والعدن: الإقامة، أي: الجنات القائمة الدائمة التي لا موت فيها ولا فناء، فهم خالدون فيها خلود الدهور وأبد الآباد.
وقوله: ﴿يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ﴾ [ص: ٥١]، أي: يطلبون وينادون الغلمان والولدان المبعثرين لخدمتهم كأنهم اللؤلؤ المكنون، ويطلبون منهم ما يشتهون من فاكهة كثيرة، ففيها من كل شكل زوجان، وفيها لحم طير مما يشتهون، ويطلبون من الشراب ما يريدون من خمر لا غول فيها ولا ينزفون، وعسل مصفى وماء الكوثر.


الصفحة التالية
Icon