تفسير قوله تعالى: (قال فالحق والحق أقول)
فيجيبه الله جل جلاله فيقول: ﴿قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ * لَأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ [ص: ٨٤ - ٨٥].
يقول الله جل جلاله: ﴿قَالَ فَالْحَقُّ﴾ [ص: ٨٤] أي: أنا الحق، فالحق أنا، وقرئ: (فالحق) وهو منصوب على حذف الفعل وتقديره: أقول الحق، فقد أقسم الله بجلاله وباسمه الحق أنه سيملأ جنهم من الشيطان وذريته وممن أغواهم.
والله يأمر الناس بواسطة رسله وكتبه أن يتركوا الشيطان وأن يتخذوه عدواً كما اتخذ الإنسان عدواً، وأخرج أباهم وأمهم من الجنة، بسبب إغوائه لآدم طرد من الجنة من أجله.
هذه القصة بتفاصيلها قد مضت من قبل، فالله تعالى يذكر نبينا الذي فضله على النوع البشري الذي اختصه الله بالخلق بيده، وبالنفخ فيه من روحه، وأكرمه بسجود الملائكة له، ومن كان كذلك فيجب أن يعنى بنفسه وبذاته، فلا يغويه الشيطان ولا يتبع وساوسه وإنما يطيع الله الذي شرفه وكرم أصله حيث صنعه الله بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته.


الصفحة التالية
Icon