تفسير قوله تعالى: (ولقد آتينا موسى الهدى)
قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ﴾ [غافر: ٥٣].
يذكر ربنا جل جلاله بأنه آتى موسى الذي كان يريد قتله، وهذا الذي قام مؤمن آل فرعون ينافح ويدافع عنه في كثير من المواقف، بشجاعة وقوة بالله، وأراد الظالم المتأله الكذاب فرعون أن يقتله لكن كما قال الله: ﴿فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا﴾ [غافر: ٤٥] وكان العكس ﴿وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ﴾ [غافر: ٤٥].
وقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى﴾ [غافر: ٥٣] أي: هدى الله موسى إذ جعله نبياً ورسولاً، وأنزل عليه كتابه التوراة ليهدى به، ويهدي غيره من القبط وبني إسرائيل.
وقوله: ﴿وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ﴾ [غافر: ٥٣] أي: وأورثنا قومه من سلالته من بني إسرائيل أورثهم الكتاب الذي هو التوراة، أورثهم إياه ليعملوا بما فيه، وليتقبلوا التوحيد الذي جاء به، ويحترموا أنبياء الله ورسله، وليكونوا على غاية ما يكونون من الأدب مع الله وشعائر دينه.