تفسير قوله تعالى: (ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين)
قال تعالى: ﴿ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ﴾ [غافر: ٧٦].
أي: هؤلاء الذين كانوا في دار الدنيا في مرح وفرح بكفرهم ونفاقهم وظلمهم، بأكلهم أموال الناس بالباطل، وبإزهاقهم الأرواح ظلماً وعلواًَ في الأرض وفساداً، فإنهم سيحاسبون حساباً عسيراً، فتقول لهم الملائكة بأمر الله: ﴿ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا﴾ [غافر: ٧٦].
وأبواب جهنم سبعة، ولكل باب خلق من الخلق، وسيدخلون منها جميعها، وقوله: ﴿خَالِدِينَ فِيهَا﴾ [غافر: ٧٦] أي: خلوداً أبدياً لا موت فيه ولا راحة ولا خروج، وقوله: ﴿فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ﴾ [غافر: ٧٦] أي: بئس مثواهم ومقامهم، فما أشقه وأكثره عذاباً ومحنة.
فهؤلاء الذين في دنياهم قد فرحوا بكفرهم، ومرحوا بباطلهم، وتكبروا عن الدعاة إلى الله، وعن كتاب الله، وعن رسل الله، وعن المؤمنين الذين يدعونهم إلى الله، وعن علمائهم الذين دعوهم إلى طاعة الله وعبادته، وإفراده بالعبادة والإخلاص، فهؤلاء متكبرون، وكما ورد في صحيح مسلم وبقية السنن أن النبي ﷺ قال: (إن المتكبرين يبعثون يوم القيامة كالذر في صورة بني آدم، ثم يؤمر بهم إلى النار) فهم في أعين الناس كأنهم الذر، والذر هي أولاد النمل، أو هو النمل الصغير الذي لا يكاد يرى بالعين المجردة، وهذا تحقير لهم وإذلال وهوان.
فبئس مثواهم، ومقامهم، وعذابهم، والمنزل الذي ينزلونه، والمأوى الذي يأوون إليه.