تفسير قوله تعالى: (ونرثه ما يقول ويأتينا فرداً)
قال تعالى: ﴿وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا﴾ [مريم: ٨٠].
فهو يتكبر بأن عنده مالاً وولداً وطغى بذلك في دار الدنيا، فسنكون الوارثين لماله ولولده، أي: نفقره ونميت أولاده، ونجعله أبتر لا مال ولا ولد، زيادةً في الإذلال، ويكون الوارث لهما هو الخالق لهما جل جلاله، والذي قاله العاص: إن له مالاً وولداً، ويريد أن يطغى به على النبوة والرسالات، ومع ذلك سيأتينا يوم القيامة فرداً لا مال له ولا ولد، فكلنا نخرج إلى لعالم فرادى ونعود إليه فرادى: ملوكنا وخلفاؤنا وكبراؤنا وأغنياؤنا وعلماؤنا، وكل من على وجه الأرض، فكما جئنا فرادى سنعود يوم القيامة فرادى، ولن يأتي أحد بمال ولا جاه ولا سلطان، إن هو إلا الجسد العاري قد انتهى كفنه، ونقف بين يدي الله حفاةً عراة غرلاً، قالت السيدة عائشة: يا رسول الله! أينظر بعضنا لبعض ونحن مكشوفو العورات؟ قال: (هيهات يا عائشة! الأمر أعظم من ذلك).