تفسير قوله تعالى: (ذلك جزاء أعداء الله النار)
قال تعالى: ﴿ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ﴾ [فصلت: ٢٨].
يقول الله عن هؤلاء: ((ذَلِكَ))، أي: هذا العذاب الشديد ((ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ))، وأعداء الله هم الكافرون بكل فرقهم وأجناسهم وألوانهم وأديانهم، فهؤلاء أعداء الله جزاؤهم وعقوبتهم النار ومحنتهم بالنار.
((لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ))، أي: لهم في النار دار المتبوأ، أي: يتخذونها داراً ومقاماً ومثوى ومنزلاً خالدين فيها أبداً.
ثم ذكر تعالى أن هذا سيكون جزاء وعقوبة ومكافئة لهم ((بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ))، أي: بسبب جحودهم وكفرهم بآيات الله وبكتابه وبالإسلام وبمحمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وسنته.
فالله وصف هؤلاء بأنهم كافرون وبأنهم أعداء الله، وأن جزاءهم سيكون بأسوأ أعمالهم، وهو الشرك، خالدين في النار أبداً، فهي دارهم ومثواهم ومنزلتهم؛ بسبب كفرهم وجحودهم بالله وبكتابه وبنبيه صلى الله عليه وسلم، وذاك جزاء كل من يصنع مثل ذلك، وما قص الله علينا قصص السابقين إلا ليكونوا لنا عبرة وعظة؛ لكي لا نعمل أعمالهم ولا نتبع سيرهم وسبيلهم، ومن يفعل يجز جزاءهم بالعقاب وبالعذاب وبالخلود في النار.


الصفحة التالية
Icon