تفسير قوله تعالى: (فاختلف الأحزاب من بينهم)
قال تعالى: ﴿فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ﴾ [الزخرف: ٦٥]، اختلف الأحزاب، أي: أن الرسالة العيسوية دعت النصارى إلى الله الواحد فاختلفوا فيما بينهم من بعد ذلك، فقال قوم عن عيسى: هو الله، وقال قوم: هو ابن الله، وقال قوم: هو ثالث ثلاثة، تعالى الله عن كل ذلك علواً كبيراً.
وقوله تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ [الزخرف: ٦٥]، والكفر والشرك أعظم الظلم، قال تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ﴾ [الزخرف: ٦٥]، الويل: نهر من قيح في جهنم، فيا بلاءهم ويا مصيبتهم، ويا ويلهم، ويا ما أخلدهم في هذا النهر من القيح ومن صديد فروج المعذبات وحريق المعذبين في النار.
فعذابهم عذاب أليم شديد مؤلم، وسيعذبونه يوم القيامة نتيجة كفرهم وشركهم واختلافهم على نبيهم.