تفسير قوله تعالى: (فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون)
قال تعالى: ﴿فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ﴾ [الزخرف: ٨٣].
فقوله: ((فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا)) أي: ذرهم يخوضوا في اللعب والكذب والباطل.
وقوله: ((وَيَلْعَبُوا)) أي: دعهم يلعبون بأنفسهم وبدينهم وبعقائدهم، فإن أمامهم يوماً هم ملاقوه لا محالة، هو اليوم الموعود هو اليوم الآخر هو يوم القيامة، يوم تحاسب كل نفس عما قدمت، ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه﴾ [الزلزلة: ٧ - ٨].
وهذا تهديد ووعيد من الله جل جلاله لهؤلاء المصرين على الكفر والشرك والوثنية، الذين لم تفدهم كتب سماوية ولا رسل ولا سيد الرسل وخاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم، بل ما زادتهم الكتب والرسالات إلا إصراراً على الباطل، وتصميماً على الشرك، وما داموا كذلك فذرهم ودعهم لخوضهم وللعبهم ولباطلهم.
وقوله: ((فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ)) واليوم الذي وعدوه هو يوم البعث، وهو يوم القيامة حيث يحاسبون إما إلى جنة وإما إلى نار.