تفسير قوله تعالى: (والكتاب المبين)
يقول تعالى: ﴿وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ﴾ [الدخان: ٢].
يقسم الله جل جلاله بالكتاب، أي: بالقرآن البين الواضح الذي لا اعوجاج فيه، ولا ركاكة فيه ولا غموض، وليس هو معقد المعاني، بل هو بين واضح لمن أفهمه الله لغة العرب ودرسها، وأما الجاهل فلا يمكن أن يؤمن به ولا بفهمه ولا بتلاوته، إنما العلم بالتعلم.
وقوله تعالى: ﴿وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ﴾ [الدخان: ٢] قال علماؤنا: لا يجوز القسم إلا بالله أو بصفة من صفاته، فأنت تقول: والله، والرحمن، والعزيز، وكتاب الله، أي: كلام الله، وهي صفة من صفات الله جل وعلا، وليس ذلك يميناً بغير ما يتعلق بالله، وقد قال نبينا عليه الصلاة والسلام: (من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت).
ولربنا أن يقسم بما يشاء وكيف شاء، وهذا في القرآن كثير، وما أقسم الله به يدل على رفعته وعلى مقامه عند الله.