تفسير قوله تعالى: (إن هي إلا موتتنا الأولى وما نحن بمنشرين)
قال تعالى: ﴿إِنَّ هَؤُلاءِ لَيَقُولُونَ * إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ﴾ [الدخان: ٣٤ - ٣٥].
المراد بهؤلاء كفار العرب، وكفار الأمة المحمدية الذين جاءهم رسول الله ﷺ يدعوهم إلى الإيمان بالله وحده فكفروا برسالته، وكفروا بكتابه، فهؤلاء زادوا على ذلك قولهم: ﴿إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ﴾ [الدخان: ٣٥].
فيقولون: ليس هناك إلا موتة هي الموتة الأولى موتة الدنيا، ولا حياة بعد ذلك، فزعموا أن الدهر يهلكهم، وأنها أرحام تدفع، وأرض تبلع، وما يهلكهم إلا الدهر، والموت ليس إلا هو موت الدنيا، وليس بعد ذلك حياة.
فقال هؤلاء وزعموا: (إن هي) أي: ما هي.
﴿إِلَّا مَوْتَتُنَا الأُولَى﴾ [الدخان: ٣٥] التي يموتونها في الدنيا.
﴿وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ﴾ [الدخان: ٣٥]، أي: وما نحن بمبعوثين من الأرض بعد هذه الموتة الأولى، فزعموا كفراً وطغياناً أنه لا قيامة ولا بعث ولا نشور ولا عرض على الله بأعمالهم وكفرهم وإصرارهم على الشرك.


الصفحة التالية
Icon