تفسير قوله تعالى: (كذلك وزوجناهم بحور عين)
قال تعالى: ﴿كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ﴾ [الدخان: ٥٤].
الحور: جمع حوراء، والعين: جمع عيناء، والحوراء: شديدة بياض العين شديدة سوادها، واسعة العينين في جمال أخّاذ، لو أشرفت الواحدة منهن على الدنيا لملأتها عبقاً وطيباً.
قال تعالى عنهن: ﴿حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ﴾ [الرحمن: ٧٢] فلا يخرجن عن الخيام، مقصورات على أزواجهن تتغنى الواحدة منهن لزوجها كلما حضر، ويقلن: نحن الناعمات فلا نبأس.
ولا ينظرن إلى غير أزواجهن، ولا يحاولن الخروج من قصورهن، والقصر الواحد ينظر فيه صاحبه ألفي سنة على مد البصر.
وسكان الجنة لهم قصور، وليس قصراً واحداً، ولكل واحد من سكان الجنة اثنتان وسبعون حورية، ومن نساء الدنيا زوجتان، إلا أن يكون قد تزوج أكثر، فمن مات منهن على عصمته فهي له.
ويروى أن أحد الصالحين كانت له زوجة سيئة الخُلُق، فصبر على إيذائها وهو يعلم أن الزوجة إذا ماتت تكون في عصمة من ماتت وهي عنده، فماتت، فعندما ذهب لدفنها والناس متحلقون حوله قال: اشهدوا أنها طالق، صبرت عليها في دار الدنيا وأما أن أصبر في الآخرة فلا والله؛ فهل ستطلق منه أو يصلحها الله كما أصلح نساء أيوب وعوضه خيراً منهن وزادهن صلاحاً؟! وقد يراها يوم القيامة بغير تلك العين؛ لأن الجنة لا عداوة فيها، فسينسى عداوته وتنسى عداوتها، وعندما يراها يراها أجمل من الحور العين.
وقد تساءل علماؤنا: هل النساء من البشر أجمل أم الحور العين؟ فقال بعضهم: الحور العين أجمل.
وقال آخرون: نساء الأرض تحملن في الدنيا الخير والشر، فسيكون من الجزاء لهن أن يجعلهن الله أجمل من الحور العين.


الصفحة التالية
Icon