تفسير قوله تعالى: (فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون)
قال تعالى: ﴿فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ [الدخان: ٥٨].
أي: فإنما يسّرنا القرآن بلغة العرب، يسره الله وسهّله وعلّمه الناس بلغة العرب، وأنزله على العرب أولاً، ثم على الناس كافة، فالعرب أعلم الناس به وبحقائقه وبما جاء فيه عن الله وعن رسل الله.
فيسّر القرآن بلغة العرب ليعلمه العرب أولاً ﴿وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ﴾ [الشعراء: ٢١٤]، وليعلموا حقائقه، وليعلموا حلاله وحرامه، وكان العرب بعد ذلك رسل رسول الله إلى الناس كافة.
فمات ﷺ وذهب إلى الرفيق الأعلى وما كان قد أسلم من أمته إلا سكان جزيرة العرب، ثم خرج الإسلام من جزيرة العرب إلى الأرض كلها، إلى أرض الروم، وإلى أرض فارس، وإلى أرض البربر، فكان رسول الله ﷺ رسول الله إلى العرب أولاً ثم إلى الناس كافّة، وكان العرب رسل رسول الله إلى غير العرب من الناس، فنشروا دين الله، ونشروا كتاب الله، وبذلوا الأرواح في سبيل ذلك.
ومن هنا يقول عليه الصلاة والسلام: (لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم)، فلهؤلاء من الأجر والثواب ومن الفضل والإكرام ما الله به عليم.