تفسير قوله تعالى: (تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم)
قال تعالى: ﴿تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾ [الجاثية: ٢].
هذا الكتاب هو تنزيل من الله ووحي من الله، وليس هو كما زعم الكافرون، ولا كما زعم المنافقون أنه قول محمد ﷺ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ، فمعاذ الله من ذلك، بل هذا كذب وإفك وبهتان.
وقوله تعالى: ﴿مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾ [الجاثية: ٢] أي: هو كلام الله العزيز الحكيم.
العزيز الذي لا يقاوم، العزيز الذي لا ينال في كلامه ولا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، الحكيم الذي يضع الأمور في مواضعها، فكل بحكمة، وكل لفائدة، وليس في أفعاله شيء باطل قط، قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ * مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ﴾ [الدخان: ٣٨ - ٣٩] فليس هناك شيء خلق عبثاً، وليس هناك شيء خلق باطلاً، بل كل شيء لحكمة ولفائدة.
وقوله تعالى: ﴿تَنزِيلُ الْكِتَابِ﴾ [الجاثية: ٢].
الكتاب: هو القرآن الكريم، والألف واللام للعهد الذهني، أي: الكتاب الذي يتكلم عنه هو كتاب الله، وهو الكتاب الذي ورد وصفه ونعته وأنه كلام الله الحق.
وقوله تعالى: ﴿تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾ [الجاثية: ٢] أي: هذا الكتاب هو تنزيل موحىً به إلى قلب عبده ونبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، نزل به عن الله جبريل روح الأمين على قلب نبينا صلى الله عليه وسلم.


الصفحة التالية
Icon