معنى قوله تعالى: (ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه)
قوله تعالى: ﴿قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ﴾ [الجاثية: ٢٦]: يجمعنا أحياء على سطح واحد في أرض المحشر نُعرض على الله في يوم كان مقداره ﴿كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ﴾ [الحج: ٤٧] في يوم كبير، ويوم فظيع، ويوم يشيب فيه الوليد، ويوم تُسقط فيه الحامل، ويوم يقول كل إنسان فيه: نفسي نفسي، فلا يفكر أب في ولد، ولا ولد في أب، ولا أخ في أخ، ولا قريب في قريب من شدة هول ذلك اليوم.
قال تعالى: ﴿ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ﴾ [الجاثية: ٢٦] أي: نحيا حياتين، ونكون قد متنا موتين: الموت الأول هو العدم قبل خروجنا إلى الدنيا، وخروجنا هو الحياة الأولى، ثم نموت الموتة الثانية بالنسبة للعدم الذي كنا فيه قبل أن يخلقنا الله، ثم يعيدنا ويحيينا ويجمعنا للعرض والحساب، وهي الحياة الثانية في الدار الثانية الآخرة الدائمة.
قال تعالى: ﴿ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾ [الجاثية: ٢٦] أي: ليوم القيامة، وحروف الجر كثيراً ما ينوب بعضها عن بعض ﴿لا رَيْبَ فِيهِ﴾ [الجاثية: ٢٦] أي: لا شك ولا توهم ولا تردد، وإن رأيت شاكّاً أو رأيت متردداً فذلك الكافر الذي لا يؤمن بالله.