تفسير قوله تعالى: (لنريك من آياتنا الكبرى)
قال تعالى: ﴿لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى﴾ [طه: ٢٣].
أي: فعلنا هذا بك يا موسى لنرسلك إلى خلق من خلقنا، عتوا عن أمرنا، وادعوا ما ليس لهم، فادعوا أنهم الآلهة الأرباب، وقال فرعون لقومه وقد استخف بهم: ﴿أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى﴾ [النازعات: ٢٤]، وقال: ﴿مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي﴾ [القصص: ٣٨].
فاستعبدهم واستذلهم وقتل شبابهم، واستحيا نساءهم، وأخذ يقول عن موسى وقومه: إننا فوقهم قاهرون، فأخذ يدعي لنفسه الذليلة الضعيفة الزائفة من القهر والقوة ما ليس لها.
فقوله تعالى: ﴿لِنُرِيَكَ﴾ [طه: ٢٣] أي: لنعلمك ولنطلعك، ﴿مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى﴾ [طه: ٢٣] أي: من علامات صدقك، ومعجزات رسالتك الكبرى مما لا يقدر عليه إلا الله، ولا يأتي به أحد إلا وكان العلامة البينة على صدق من جاء به وأنه رسول من الله حقاً وصدقاً.


الصفحة التالية
Icon