فضل الشهادة في سبيل الله
قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ [محمد: ٤].
أي: والذين استشهدوا في سبيل الله وقتلوا من أجل دين الله.
﴿فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ﴾ [محمد: ٤] أي: لن يبطلها، وسيجازيهم عليها بالجنان وبالمغفرة وبالشهادة.
فقد أمرهم الله أن يبذلوا أرواحهم في سبيله، واشتراها منهم رخيصة، فاستجابوا وباعوها، وبذلوا أنفسهم وأرواحهم فأخذوا الثمن الجنة، كما قال الله: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ﴾ [التوبة: ١١١].
فالمؤمن لا يملك نفسه ولا حياته، فقد باعها من الله والثمن الجنة، وهذا وعد من الله على لسان الأنبياء السابقين في الكتب المنزلة عليهم من التوراة والإنجيل والقرآن الكريم، قال ربنا: ﴿وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ﴾ [التوبة: ١١١] أي: ومن أكثر وفاء بالعهد من الله؟ أي: لا أوفى منه جل جلاله.
﴿فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ﴾ [التوبة: ١١١] أي: خذوا البشرى عن الله وأبشروا بهذا البيع المربح الناجح، الذي بعتم فيه أرواحكم -وهي ميتة لا محالة سواء بعتموها أو لم تبيعوها- وأخذتم ثمنها الجنة ورضا ربنا، والله لا يبطل أعمال الذين بذلوا أرواحهم في سبيل الله، وسبل الله كثيرة، منها: القتال في سبيل تحرير أوطان المسلمين، والقتال في سبيل العقيدة وقوانين الإسلام، والقتال في سبيل المستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين لا يستطيعون حيلة، وكلمة الحق يقولها المسلم في وجه سلطان جائر فيقتله فيموت شهيداً، ويكون ثاني الشهداء بعد حمزة سيد الشهداء.


الصفحة التالية
Icon