تفسير قوله تعالى: (أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم)
قال تعالى: ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ﴾ [محمد: ٢٩].
أي: أحسب المنافقون الكذبة أظن الكفرة ذوو الوجهين وجه مع المؤمنين ووجه مع الكافرين: ﴿أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ﴾ [محمد: ٢٩].
والأضغان: جمع ضغن، والضغن: الحقد والحسد والبغضاء والنفاق.
يقول الله عن هؤلاء: أحسب هؤلاء وظنوا أن الله لا يكشف نفاقهم ولا أحقادهم ولا يكشف بغضاءهم حتى يراها القريب والبعيد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أسر سريرة ألبسه الله رداءها).
المنافق يكاد وجهه يعرب عنه، وفلتات لسانه تخبر عنه، من أسر سريرة وكتم شيئاً خاصاً بينه وبين نفسه من البغضاء للإسلام والحقد على المسلمين يلبسه الله رداء ذلك النفاق حتى يتبين -كما يقول عثمان - في لفتات وجهه، وفلتات لسانه، هذا المنافق تشعر بنفاقه بنظرة شزراء وبوجه أصفر مقيت، وبحركات تعرب عن نفسها أن صاحبها كافر غير مؤمن، منافق غير مخلص، وهكذا كان هؤلاء المنافقون!