معنى قوله تعالى: (لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي)
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ﴾ [الحجرات: ٢].
هذا الأدب الثاني مع رسول الله، في بيان كيف يكلمه المسلم حياً، وكيف يتكلم عند ضريحه، وتلاوة سنته، ومدارسة الكتاب المنزل عليه.
فقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ [الحجرات: ٢] الخطاب للمؤمنين؛ لأنهم الملتزمون - بعد الشهادتين - بكل شعيرة من الشعائر، وكل حكم من أحكام الإسلام.
يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ﴾ [الحجرات: ٢]، أي: إذا تكلمتم معه وتحدثتم فإياكم أن ترفعوا أصواتكم حتى تعلو على صوته، ويحتاج لسماع كلامكم إلى انتهاء ضجيجكم وانتهاء لغطكم، بل إذا جلستم في مجلسه وتحدثتم إليه فغضوا أصواتكم، وتكلموا وأنتم غاضون أصواتكم بحيث يعلو صوت النبي أصواتكم.